المجلة | آيـــة |{أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافّ

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة

{أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ}
إنها لمسة قرآنية من لمسات التأمل والتفكر. في مشهد يرونه كثيرا، ولا يتدبرونه إلا قليلا. وهو مظهر من مظاهر القدرة، وأثر من آثار التدبير الإلهي اللطيف. وهذه الخارقة التي تقع في كل لحظة، تنسينا بوقوعها المتكرر، ما تشي به من القدرة والعظمة. ولكن تأمل هذا الطير، وهو يصف جناحيه ويفردهما، ثم يقبضهما ويضمهما، وهو في الحالين: حالة الصف الغالبة، وحالة القبض العارضة يظل في الهواء، يسبح فيه سباحة في يسر وسهولة. تأمل هذا المشهد لا يمله النظر، ولا يمله القلب. وهو متعة قبل أن يكون مثار تفكر وتدبر في صنع الله البديع، الذي يتعانق فيه الكمال والجمال! ثم يوحي بما وراءه من التدبير والتقدير: {ما يمسكهن إلا الرحمن}. والرحمن يمسكهن بنواميس الوجود المتناسقة ذلك التناسق العجيب، الملحوظ فيه كل صغيرة وكبيرة. والرحمن يمسكهن بقدرته القادرة التي لا تكل، وعنايته الحاضرة التي لا تغيب. وهي التي تحفظ هذه النواميس أبدا في عمل وفي تناسق وفي انتظام. فلا تفتر ولا تختل ولا تضطرب غمضة عين إلى ما شاء الله {ما يمسكهن إلا الرحمن}. بهذا التعبير المباشر الذي يشي بيد الرحمن تمسك بكل طائر وبكل جناح. {إنه بكل شيء بصير}. يبصره ويراه. ويبصر أمره ويخبره ومن ثم يهيئ وينسق، ويعطي القدرة، ويرعى كل شيء في كل لحظة رعاية الخبير البصير.

المزيد